الاثنين، 11 يونيو 2012

فاطمة الزهراء المرابط - الشاعر والقاص المغربي عبد العال أواب... في ضيافة المقهى؟؟!

الشاعر والقاص المغربي عبد العال أواب .. في ضيافة المقهى؟؟! / فاطمة الزهراء المرابط
فاطمة الزهراء المرابط  
fatema almorabetمن اليوسفية، المدينة التي تجمع رحيق الشعر والزجل، مبدع يقطف من بساتين الكلمة، زهورا تؤثت فضاء قصائده وقصصه القصيرة،
ينشر أريج قلمه هنا وهناك، يعتبر المقهى النافذة العجيبة التي تطل على الفضاء الواسع، من أجل التعرف على علاقة المبدع  المغربي عبد العال أواب بالمقهى كان الحوار التالي...

 من هو عبد العالي أواب؟
- قبل أن أكون شاعرا أو قاصا، فأنا ذاك الإنسان العادي  البسيط جدا، العامل الفوسفاطي  الكادح المتعب، المتلذذ لملوحة عرقه اليومي...
أنا ذاك الحداد العنيد، الصديق الوفي  لمطرقته، ألين بها الحديد وأهش بها على البياض حين لا أجد قلما صالحا للكتابة..
أنا  الإنسان  المثقل دوما بهمومه و هموم العالم... تركيبتي خاصة جدا كما عبرت عنها في إحدى كتاباتي: (فيَّ شيءٌ من أبي و شيءٌ من أمي و شيءٌ من تعبي اليومي..).
صدر لي سنة 2003  ديوان شعري تحت عنوان" أشعار من الورد و النار"  عن دار وليلي للطباعة و النشر.
أشتغل حاليا كتابة يومياتي: "رائحة الخبز"، ناشط بعدة منابر ثقافية ومنتديات إلكترونية، رئيس مؤسس لجمعية رحاب للإبداع والتنمية والتواصل.

كيف جئت إلى عالم الإبداع؟
- و أما عن الإبداع؟
لا أحسب نفسي أني أنا الآن في عالم الإبداع..أنا فقط أكتب. لكن، لا أتذكر "كيف؟" ولا "متى؟"  جئت إلى عالم الكتابة، ما أتذكره سوى أني و منذ طفولتي المبكرة كنت  شديد الإهتمام و الإعجاب بمادتي المحفوظات  والإنشاء، كنت أغذي روحي  بالأشعار و لقصص الرومانسية  كما أني كنت مولعا في بداياتي بكتابات جبران خليل جبران ومصطفى لطفي المنفلوطي..وأتذكر كذلك أني كنت عاشقا مولعا بالدفاتر البكر التي لم يطمثها حبر من قبل، فكلما جاء أبي من البادية لزيارتي عند عمتي بالمدينة، إلا  واختلقت له كذبة في هذا الشأن، أبكي من أجل أن يشتري لي دفترا جديدا كبير الحجم بحجة أن المعلم طلب منا ذلك، لكي أخط عليه خربشاتي  الطفولية أو أجعل منه دفتر ذكريات دون علم أبي...

ما الدور الذي يلعبه النشر الالكتروني في حياة المبدع المغربي؟
- الحقيقة أن النشر الإلكتروني رغم مساوئه لا ننكر أنه  نوع من الدمقرطة، بحيث أنه  فك القيد على الكثير من المبدعين المغاربة و فتح لهم آفاقا عالمية بلا ضريبة و لا تأشيرة..
ما هي طبيعة المقاهي في اليوسفية؟ وهل هناك مقاه ثقافية تميزها؟
-    طبيعة المقاهي في اليوسفية، حاليا تكاد لا تخرج عن هذه الدائرة : تلفاز، دخان، جرائد (كلمات متقاطعة)، و موائد مستديرة تغلو  ببعض الثرثرات  حول الشأن المحلي ..
وأما عن ما هو "ثقافي"  فلا ننكر أن هذه التجربة برزت  في إحدى المقاهي المميزة باليوسفية و سرعان ما انطفأت ،مثلها في ذلك مثل أغلب المقاهي الثقافية بالمغرب ربما لأنها لم تكن خالصة لوجه الثقافة.
التجربة تبدو وكأنها موضة ثقافية جديدة عرفها المغرب مؤخرا تسمى "المقهى الثقافي". فمنذ  ميلاد هذا المصطلح انقرضت تماما المقاهي الثقافية الحقيقية التي كانت  سائدة سنوات السبعينات والثمانينات، أذكر أنه كان فيما مضى صاحب المقهى يرحب بالمثقفين و يخلق لهم جوا ملائما  ولو بإبريق شاي،  واليوم تغير كل شيىء، لم يبقى سوى الإسم: " المقهى الثقافي" علما أن  عشرات المقاهي متجاورة  ومتنافسة فيما بينها، قد نجد  مقهى رياضي و لا نجد مقهى ثقافي.

"هناك علاقة تاريخية بين المبدع والمقهى"  ما رأيك؟
-    نعم هناك علاقة تاريخية بين المبدع و المقهى،في الماضي كانت  حميمية جدا، لكنها بدأت تنقرض شيئا فشيئا  في زمن الماديات، شخصيا يبدو لي أن الفضاء لم يعد ملائما لفعل الإبداع، بقدر ما هو محفز لفعل الإلهام.

هل للمقهى حضور في نصوصك الإبداعية؟
- شيء طبيعي أن يكون  للمقهى حضور في نصوصي الإبداعية، لأنها النافذة  العجيبة المطلة على الشارع الواسع العريض المكتظ بثلة من الكائنات، من باعة ومشترين ومتسكعين و مجانين و بائعات هوى وكل شرائح المجتمع  المعلن أو المسكوت عنها.

ـ ماذا تمثل لك: القصيدة، الطفولة، الحرية؟
- القصيدة: الشهوة الثالثة.
الطفولة:  الصفحة البيضاء.
الحرية: كل الناس أسيادا لا حاكما ولا محكوما.

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟
- في ظل منطق الربح والخسارة، لا يمكنني أن أتصور مقهى  ثقافيا نموذجيا أبدا، إلا إذا ضاعفنا ثمن الكأس الواحدة أربع أو خمس مرات كي نُرضي صاحب المقهى الذي هو في حقيقة الأمر غالبا ما يتواجد خارج دائرة الثقافة.

منقول عن      صحيفة المثقف - الاولــــــى 
     الاثنين: 11- 06- 2012   العدد: 2148





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر كذلك بموقع الحوار المتمدن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاعر والقاص المغربي عبد العال أواب... في ضيافة المقهى؟؟!

فاطمة الزهراء المرابط 


من اليوسفية، المدينة التي تجمع رحيق الشعر والزجل، مبدع يقطف من بساتين الكلمة، زهورا تؤثت فضاء قصائده وقصصه القصيرة، ينشر أريج قلمه هنا وهناك، يعتبر المقهى النافذة العجيبة التي تطل على الفضاء الواسع، من أجل التعرف على علاقة المبدع المغربي عبد العال أواب بالمقهى كان الحوار التالي...


من هو عبد العالي أواب؟


قبل أن أكون شاعرا أو قاصا، فأنا ذاك الإنسان العادي البسيط جدا، العامل الفوسفاطي الكادح المتعب، المتلذذ لملوحة عرقه اليومي...

أنا ذاك الحداد العنيد، الصديق الوفي لمطرقته، ألين بها الحديد وأهش بها على البياض حين لا أجد قلما صالحا للكتابة..

أنا الإنسان المثقل دوما بهمومه و هموم العالم... تركيبتي خاصة جدا كما عبرت عنها في إحدى كتاباتي:( فيَّ شيءٌ من أبي و شيءٌ من أمي و شيءٌ من تعبي اليومي..).

صدر لي سنة 2003 ديوان شعري تحت عنوان" أشعار من الورد و النار" عن دار وليلي للطباعة و النشر.

أشتغل حاليا كتابة يومياتي: "رائحة الخبز"، ناشط بعدة منابر ثقافية ومنتديات إلكترونية، رئيس مؤسس لجمعية رحاب للإبداع والتنمية والتواصل

كيف جئت إلى عالم الإبداع؟

و أما عن الإبداع؟

لا أحسب نفسي أني أنا الآن في عالم الإبداع..أنا فقط أكتب. لكن، لا أتذكر "كيف؟" ولا "متى؟" جئت إلى عالم الكتابة، ما أتذكره سوى أني و منذ طفولتي المبكرة كنت شديد الإهتمام و الإعجاب بمادتي المحفوظات والإنشاء، كنت أغذي روحي بالأشعار و لقصص الرومانسية كما أني كنت مولعا في بداياتي بكتابات جبران خليل جبران ومصطفى لطفي المنفلوطي..وأتذكر كذلك أني كنت عاشقا مولعا بالدفاتر البكر التي لم يطمثها حبر من قبل، فكلما جاء أبي من البادية لزيارتي عند عمتي بالمدينة، إلا واختلقت له كذبة في هذا الشأن، أبكي من أجل أن يشتري لي دفترا جديدا كبير الحجم بحجة أن المعلم طلب منا ذلك، لكي أخط عليه خربشاتي الطفولية أو أجعل منه دفتر ذكريات دون علم أبي...

ما الدور الذي يلعبه النشر الالكتروني في حياة المبدع المغربي؟

الحقيقة أن النشر الإلكتروني رغم مساوئه لا ننكر أنه نوع من الدمقرطة، بحيث أنه فك القيد على الكثير من المبدعين المغاربة و فتح لهم آفاقا عالمية بلا ضريبة و لا تأشيرة..

ما هي طبيعة المقاهي في اليوسفية؟ وهل هناك مقاه ثقافية تميزها؟

طبيعة المقاهي في اليوسفية، حاليا تكاد لا تخرج عن هذه الدائرة : تلفاز، دخان، جرائد (كلمات متقاطعة)، و موائد مستديرة تغلو ببعض الثرثرات حول الشأن المحلي ..

وأما عن ما هو "ثقافي" فلا ننكر أن هذه التجربة برزت في إحدى المقاهي المميزة باليوسفية و سرعان ما انطفأت ،مثلها في ذلك مثل أغلب المقاهي الثقافية بالمغرب ربما لأنها لم تكن خالصة لوجه الثقافة.

التجربة تبدو وكأنها موضة ثقافية جديدة عرفها المغرب مؤخرا تسمى "المقهى الثقافي". فمنذ ميلاد هذا المصطلح انقرضت تماما المقاهي الثقافية الحقيقية التي كانت سائدة سنوات السبعينات والثمانينات، أذكر أنه كان فيما مضى صاحب المقهى يرحب بالمثقفين و يخلق لهم جوا ملائما ولو بإبريق شاي، واليوم تغير كل شيىء، لم يبقى سوى الإسم: " المقهى الثقافي" علما أن عشرات المقاهي متجاورة ومتنافسة فيما بينها، قد نجد مقهى رياضي و لا نجد مقهى ثقافي.

" هناك علاقة تاريخية بين المبدع والمقهى" ما رأيك؟

نعم هناك علاقة تاريخية بين المبدع و المقهى،في الماضي كانت حميمية جدا، لكنها بدأت تنقرض شيئا فشيئا في زمن الماديات، شخصيا يبدو لي أن الفضاء لم يعد ملائما لفعل الإبداع، بقدر ما هو محفز لفعل الإلهام.

هل للمقهى حضور في نصوصك الإبداعية؟

شيء طبيعي أن يكون للمقهى حضور في نصوصي الإبداعية، لأنها النافذة العجيبة المطلة على الشارع الواسع العريض المكتظ بثلة من الكائنات، من باعة ومشترين ومتسكعين و مجانين و بائعات هوى وكل شرائح المجتمع المعلن أو المسكوت عنها.

 ماذا تمثل لك: القصيدة، الطفولة، الحرية؟

القصيدة: الشهوة الثالثة.

الطفولة: الصفحة البيضاء.

الحرية: كل الناس أسيادا لا حاكما ولا محكوما.

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟

في ظل منطق الربح والخسارة، لا يمكنني أن أتصور مقهى ثقافيا نموذجيا أبدا، إلا إذا ضاعفنا ثمن الكأس الواحدة أربع أو خمس مرات كي نُرضي صاحب المقهى الذي هو في حقيقة الأمر غالبا ما يتواجد خارج دائرة الثقافة. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق